؛؛؛؛ قد أبحرَ ألسفين ... ؛؛؛؛

قد أبحرَ السفين بدونِ عودة ...

وقفا معا بمقدمة السفينة يعانقا طيور النورس بعيون لا ترى الا الجمال..

إقتربت منهُ أكثر بدلال فربتَ على كتفها وأزالَ خصلةَ شعر منسدلة

على جبينها ..أدارت وجهها قليلا نحوهُ وأبتسمت وكانها وجدت

سرَ المحبة بعينيه.

" الطقس جد بارد حبيبتي هيا لاعيدكِ لحجرتكِ لترتاحي قليلا

وأعدكِ أني سأحضركِ لهنا يوميا ولا تقلقي سنبقى بالبحر

حتى تقرري عكسَ ذلك .. ما نفع مالي كلهُ إن لم أقدمهُ هدية

لعصفورتي الجميلة التي تحلقُ على الدوام في بساتيني .."

" وهل سترقص معي الليلة ؟ لم ترقص معي منذ أمد بعيد

حتى أعتقد أنهُ تعدى القرنين .."

" هههههه أضحكتني يا حبيبتي .. قرنين كاملين وأنا لا املك منهما الكثير

سوى قلب كبير يعشقكِ ومال وفير جمعتهُ لاسعادك .."

"حبيبي وهل مال الدنيا كلهُ سيعيد لي بصري!! "

" يكفيني أنكِ تبصريني بقلبكِ لا بعيونكِ فمن غيركِ سترضى برجل

مثلي ؟ أنتِ قبلتني كما أنا وروضتني .. أعترفُ أني كنت نمرا شرسا

فكبحتِ لجام غضبي .. وعلمتني دروسا كثيرة بالحياة اولها المحبة

المتوحدة بالصبر.."

صرخَ بصوتٍ جهور حتى يسمعهُ البحارة : " أعزائي إستكفينا لهذا اليوم

فأحملونا لاسفل .. رجلٌ عاجز لا يقوى على السير وعمياء تعلمهُ

أسرار الحياة.."

"ربما سيدتك ستقود القارب بدلا من القبطان!! " ضحكَ احد البحارة..

أجابتهُ بقلبٍ كليم ولكن بشموخ الجبال : " ربما سيدي أنا كفيفة ولكني

أتحداكَ أن ترى ربع ما أراهُ .. " ..ثم إبتسمت لهُ فجاة وقالت

بتحدي واضح: " إقترب مني قليلا أيها البحار الساخر.."

نظرَ اليها بجزع : " هل ستصفعيني يا أنثى ؟ "

تلمست وجهههُ وقالت لهُ بهدوء : " سيدي .. حتى صغار الطيور

لها دورها بالحياة .. لا تستهين حتى بقشة .. العالم يدور ويدور ويدور..

حتى ضحكتك الساخرة ربما ستضيع ما بينَ مآسي الحياة..

لو أنَ هناك من يمسح دموعك ويضيء شموعك لعرفتَ معنى المحبة

ولنظرت للحياة بمنظارٍ آخر ..يوما ما ربما سيهبط عليك غيث من السماء..

حينها فقط ستتعلم الكثير ..الكثير .."

وقفزت بدون مساعدتهُ وقالت لهم مشيرةَ على زوجها : "ساعدوهُ ."

بعدَ ساعات طوال فتحت بابَ حجرتها ونادت البحار الساخر

وقالت له : " تعالَ أنظر أضحى لدينا الان أثنين منك فماذا سنصنع بهما؟ "

زائر

مشكور على القصه

العفووو.... وأشكرــكــ ع الرد