قصة مشوقة بعنوان : { مجرد كلمتين.... }

كانَ يسير بطريق ذو إتجاه واحد تملاهُ

الاشواك التي تحاول أن تعتصرَ أنفاسهُ..

كم كانَ مغفلا حينَ وثقَ بها وبكلماتها المعسولة: "العشقُ يا سيدي

لم يكتب الا لاجل أن يعانق فؤادي فؤادك. "

"ههههههه" كانت ضحكته الساخرة من رجلٍ عاشَ لاجل الحب

ودفنَ في نعش الهوى.

يتذكر جيدا كيفَ ذهبَ لزيارتها مبكرا ليقدم لها لوعة إشتياقه لها

وعربون وفائه ليجدها تتراقص كعود البان على دقات قلب صديقه..نظرا اليهِ

بتوتر ثمَ إبتسمت لهُ إبتسامة بلهاء وقالت بصوت كفحيح الافعى

بشفاه حمراء لا زالَ طعم الخيانة يتلالا فيها : " حبيبي حضرتَ مبكرا

عن موعدك "

نظرَ اليهما باحتقار ولم ينبس ببنت شفة فالصدمة كانت أقوى

من قدرتهِ على الاحتمال.

إستدارَ ليغادر المكان فامسكتهُ من الخلف بأنامل شيطانية : "حبيبي

أنتَ السبب بما حدث..إهمالك لي دعاني أبحث عن السلوى بين ذراعي

من يقدرني .. عليكَ أن تفهم هذا .."

أمسك يدها بعنف وطرحها أرضا ثم أكملَ طريقه وهوَ يستمع

لهمهماتها : " ذراعي يؤلمي حبوبي ..هل تتوقع انهُ كسرهُ لي."

"زمردتي بثوانٍ سوى تنسين كل معالم الالم .. أنسي وكانَ شيئا لم يكن .. "

تمنى لو قتلهما معا ..لو دكَ عنقها ..لكنهُ قررَ أن يتركهما لعدالة

السماء وأكملَ مسيرهُ بصمت نحوَ المجهول.

بالاتجاه المقابل كانت تسير بخطى مرهقة تتمنى لو تصل قبلَ فوات الاوان..

وصلَ قبلها بلحظات لمكتبه وما كادَ يجلس حتى طرقت الباب ..

" هل تسمح لي بالجلوس سيدي لي يومين وانا أسيُر بحثا عنك .. "

نظرَ اليها كالابله وقال : "سيدتي لا بدَ أنكِ مخطئة .. أنا لا أعرفكِ ولا أعلم لمَ تبحثينَ عني.؟ "

" جئتكَ برسالة سيدي من والدي الراحل .. أعطاني أياها قبيل وفاته وطلبَ أن أسلمكَ

أياها يدا بيد.. " ناولتهُ بأصابع مرتعشة الورقة وسقطت مغشيا عليها..

نظرَ للفتاة بعيون تكسوها الدموع التي تتحدث بكل اللغات .. ثمَ

حملها بينَ ذراعيهِ وكانها ريشة وأجلسها على مقعد مكتبه الوثير

وبللَ وجهها بالمياه .. فتحت عيونها التي لم تعرف طعمَ النوم

لفترة طويلة وأغلقتهما مرة أخرى وقالت لهُ بصوت

هامس :" دعني أرتاح قليلا يا سيدي ."

لم ينتبه انهُ لا يزال يحمل بينَ انامله الورقة التي أضحت بلا شكل.

فتحَ الورقة بايدي غير ثابتة وقرأ كلماتها بصمت قد إعتادَ عليه

ثمَ تاملَ الفتاة وسألَ نفسهُ قائلا : " خطيبتي الخائنة هل كانت ستسير بأقدام

عارية مدة يومين كاملين ودموعها لم تجف بعد من أجلِ ورقة

لا تحتوي الا على كلمتين .."

سارَ على أطراف أصابعه حتى لا يزعجها وأنهمكَ بعملهُ

تاركا أياها تنعم بالراحة..قبلَ أن يخبرها عما ينتظرها من مصير .."

وتذكرَ كلمات أستاذهُ بالجامعة:" يوما ما ستحظى بالحب الحقيقي

وأن لم تحظى به فدع قلبك ينبئني بذلك .. يومها ستصلكَ

هي _ أبنتي الوحيدة مع ورقة بها كلمتين فقط ..

يومها سأكون قد فارقت الحياة ..

زائر

مشكور على الموضوع

العفوووو ... واشكركـ ع الرد